وزير الدفاع الأمريكى الأسبق «ليون بانيتا»، ليس وحده الذى يتوقع أن تستمر الحروب الدينية فى الشرق الأوسط ثلاثين عاما، فكثير من التصريحات التى تخرج من واشنطون تؤكد هذا التاريخ، وآخرها «ريتشارد هاس» رئيس لجنة العلاقات الخارجية، مفسرا: «أن المنطقة لديها كثير من الحطب القادر على الاشتعال باستمرار، لتعيش البشرية من جديد طقوس الحروب الدينية المسيحية فى أوروبا، التى استمرت ثلاثين عاما «1618/1648»، وبالطبع كان مخططا أن تكون مصر فى المقدمة، باعتبارها قلب العروبة النابض والشقيقة الكبرى، وقائدة العمل العربى المشترك، فلماذا لا تقود الخراب العربى المشترك؟
أمريكا قررت ثلاثين عاما بالتمام والكمال، حتى تصل شعوب المنطقة إلى توازن الرعب الإرهابى، بعد أن تحصد الحروب الرجال ولا يبقى إلا النساء والأطفال.. فنحن لسنا أحسن من أوروبا، حيث تم تدمير مناطق بأكملها تركت جرداء وانتشرت المجاعات، وانخفض عدد سكان ألمانيا بمقدار الثلث، وفى بعض المناطق مات ما يقدر بثلثى السكان، وانخفض عدد الذكور بمقدار النصف تقريبا، ونقص السكان من عشرين مليونا إلى ثلاثة عشر مليونا، وبعد أن أفاقت التربة التى روتها دماء البشر، ظلت تنتظر مجىء الرجال، وكانت هناك وفرة فى النساء وندرة فى الرجال. وعالج الأمراء المنتصرون هذه الأزمة البيولوجية بالعودة إلى تعدد الزوجات خروجا على تعاليم المسيحية.
أمريكا لا تشعر بالفزع من همجية ووحشية القتل الداعشى، فالحرب الدينية فى أوروبا شهدت ما هو أبشع، رمى الأحياء من النوافذ العالية، ورشق الصلبان فى أحشاء النساء، واغتصاب القساوسة فى الكنائس واحتساء دماء القتلى فى الكؤوس. وأمريكا ترى أن شعوبنا ليست أفضل من الأوروبيين، والسنة والشيعة ليست قلوبهم أحن من البروتستانت والكاثوليك.
أمريكا تبيع السلاح لكل الأطراف وتدرب جميع المقاتلين، وتلعب بكل الدول والحكومات، وعندما خرجت داعش من حظيرة الطاعة، أيقظت الشيعة وقدمت العراق هدية لإيران، وأمريكا التى حظرت نشر أى صور قتلاها أثناء حربها فى العراق، حتى تحافظ على الروح المعنوية للشعب الأمريكى، هى التى تروج فيديوهات الذبح والسلخ والحرق الداعشية، حتى تحافظ على معدلات الانهيار السريع للروح المعنوية للعرب والمسلمين، فيركعون طائعين تحت أقدامها بعد ثلاثين عاما لقبول خرائط التقسيم، التى تستهدف فى النهاية حماية أمن وتفوق إسرائيل.
مجمل القول: اللهم احفظ هذا البلد آمنا.